الأربعاء، 16 سبتمبر 2015

كتاب الطفل ذو العقل الكامل The Whole Brain Child

بسم الله الرحمن الرحيم

نبدأ اليوم بإذن الله نشر تلخيص لكتاب "The Whole Brain Child"
يتكلم الكتاب عن عقول الأطفال وما يحدث بها حتى يتمكن الأباء من تحديد توقعاتهم لكل عمر والوصول إلى الطريقة المثلى للتعامل مع الطفل بعد فهم ما يحدث داخل عقله.
يتوافق هذا الكتاب مع توجه التربية الإيجابية والذي يعتبر من أنجح التوجهات في التربية (وبالمناسبة هو التوجه الأقرب إلي ديننا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وهذا واضح في الكثير من الأحاديث ولكننا بعدنا عن هذا التوجه كثيرًا في الفترة الاخيرة)، يفسر لنا ويوضح هذا الكتاب مبادئ كثيرة من مبادئ التربية الإيجابية، لماذا علينا أن نقر مشاعر أطفالنا؟ لماذا لا يجدي العقاب ولا يتعلم منه الأطفال شيئًا ويكررون ما نسميه أخطاء؟ لماذا يجب أن نتكلم مع اطفالنا عن مشاعرهم تجاه أي موقف مهما كان مخيفُا لهم بدلًا من إلهائهم؟ كل هذا من ناحية العقل وما يدور به وهذا من خلال 12 إستراتيجية هامة جدا في التعامل مع عقل الأطفال.
مؤلف الكتاب هو: د.دانيل سيجل ود.تينا باين
ستجدون في هذين الموقعين معلومات أكثر عنهما لمن أراد:
ينقسم الكتاب إلى 6 فصول، ينتهي كل فصل بقسمين هامين: الأول هو "ماذا نفعل؟" حيث يتم تلخيص مفاهيم الفصل إلى إستراتيجيات محددة وواضحة لنتبعها حتى تكتمل ال12 إستراتيجية بنهاية الكتاب، ثم قسم"عقل الطفل الكامل" وهو عبارة عن صور وتوضيحات بطريقة مبسطة للأطفال توفر لهم معلومات عن عقلهم وماذا يحدث به ويمكن أن نعلمها للأطفال من سن 4 أو خمس سنوات وينصح المؤلف بهذا بشدة. توجد في نهاية كل فصل أيضًا مقالة عن الأباء وكيف يستفيدون من المفاهيم والمعلومات في التعامل مع أنفسهم وفي علاقتهم مع الآخرين، حيث يعتبر المؤلف أن أحب وأكبر هدية يمكن أن نقدمها لأطفالنا هي التعامل الصحيح مع عقولنا ومع مشاعرنا (يجب هنا أن أذكر أن للمؤلف د.دانيل سيجل كتاب آخر وهو التربية من الداخل إلى الخارجhttp://www.drdansiegel.com/?page=books&sub=parenting_from_the_inside_out
حيث يتكلم فيه عن تأثير طفولتنا علينا الآن كأباء وكيفية معالجة وفهم أنفسنا حتى نستطيع تربية أبنائنا تربية صحيحة دون أن نعيد نفس الأخطاء).
ثم نجد في نهاية الكتاب مخطط يسمى "الأعمار والمراحل" به تلخيص عن كيفية تطبيق أفكار الكتاب وال12 إستراتيجية وفقًا لعمر الطفل. يوجد أيضًا ملخص من صفحتين يمكننا أن نطبعه ونضعه على الثلاجة أو أي مكان.
  
 الفصل الأول:
يتعامل الكتاب مع العقل من أكثر من منظور حيث ينقسم العقل إلى جزء أيمن وأيسر وإذا نظرنا نظرة أخرى نجد أن هناك قسم علوي وقسم سفلي، تتلخص فكرة الكتاب أن التكامل والترابيط بين هذه الأجزاء المختلفة هو أهم ما يجب فعله وسنعرف السبب في السطور القادمة.
ما هو التكامل وما أهميته؟
يتكون العقل من أجزاء مختلفة ولها وظائف مختلفة.
-      الجزء الأيسر: مسؤول عن التفكير المنطقي وترتيب الأفكار.
-      الجزء الأيمن: يساعد في الإحساس بالمشاعر وقراءة لغة الجسد والعلامات غير اللفظية.
-      عقل الزواحف: يتعامل حسب الفطرة ويأخذ القرارات السريعة التي تحافظ على البقاء.
-      عقل الثدييات: مسؤول عن التواصل والعلاقات.
-      جزء مسؤول عن التعامل مع الذاكرة وآخر لاتخاذ القرارات الأخلاقية.
يبدو أن العقل له العديد من الشخصيات بعضها يتعامل بمنطقية والآخر بغير منطق.
ويبدأ النجاح والتطور عندما نستطيع أن نجعل تلك الأجزاء المختلفة تتكامل وتعمل معًا. وفي هذه الحالة تتكامل أجزاء عقلك المختلفة وتعمل معًا كجزء واحد كامل، مثل تكامل أجزاء الجسم وأعضائه لتعمل معًا كجسد واحد حتى يكون جسد سليم وصحيح، هذا ما يجب أن يحدث مع العقل حتى يتعامل بشكل سليم وصحيح يجب أن يحدث التكامل بين أجزائه المختلفة.
هذا ما نراه مع أطفالنا، إذ تغلب عليهم مشاعرهم وغضبهم حيث لم يحدث تكامل بين أجزاء عقلهم ولهذا تحدث نوبات الغضب والانفعالات الشديدة التي يكون علاجها هو التكامل. فنحن نريد أن نساعد أطفالنا على التكامل بشكل أفضل حتى يستطيعوا استخدام عقلهم الكامل بشكل منظم. فنحن نريد، على سبيل المثال، أن يكون هناك تكامل أفقي، حيث يعمل الجزء الأيسر المسؤول عن المنطق مع الجزء الأيمن المسؤول عن المشاعر وأيضًا أن يكون هناك تكامل رأسي، حيث يعمل الجزء الأعلى المسؤول عن التفكير في الأفعال مع الجزء الأسفل المسؤول عن الغريزة واحتياجات البقاء.
ولقد اكتشف علم الخلايا العصبية حديثًا أن العقل "مرن جدا" ويتغير ويتشكل خلال حياتنا وليس في الطفولة فقط. عندما نمر بأي تجربة تصبح الخلايا العصبية نشطة أو مشتعلة. يملك المخ 100 بليون خلية عصبية، يستطيع كل منها عمل 10 ألاف رابط مع الخلايا الأخرى. وتحدد الطريقة التي تنشط من خلالها روابط محددة، طبيعة نشاطنا العقلي. ومع الوقت، تُعيد هذه الروابط الجديدة التوصيل داخل المخ. وهذا يعني أننا لسنا أسرى لبقية أعمارنا بالروابط التي حدثت في عقولنا بل يمكن أن نغيرها ونعيد وصلها بطريقة أخرى لنكون أسعد وأفضل.
ما يحدث الآن في مخ الطفل هو عمل روابط كثير وإعادتها وهكذا وتحدد التجارب التي نعرضها له هيكلة وتشكيل مخه.
أوضحت نتائج علم نفس التطور أن كل ما يحدث لنا أو نتعرض له يؤثر بشدة على كيفية تطور وتشكل عقلنا، الموسيقى التي نسمعها والأشخاص الذين نحبهم والكتب التي نقرأها وطرق التربية والتعامل التي تلقيناها والمشاعر التي شعرنا بها. وبمعنى آخر، يجب على الآباء فعل كل ما يمكن فعله لعرض الطفل لتجارب تساعده في تكوين مخ متكامل وسليم. فعندما يتكلم الآباء، على سبيل المثال، مع أطفالهم عن المشاعر التي شعروا بها، يصبح أطفالهم أذكياء عاطفيًا ويفهمون مشاعرهم ومشاعر الآخرين بشكل صحيح.
وتدعم النتائج الحديثة في علم المرونة العصبية المبدئ الذي يوضح أن الآباء يمكنهم تشكيل عقول أطفالهم بشكل مباشر وفقًا للتجارب التي يقدمونها لهم. فكل شئ يحدث للعقل يؤثر على تشكله وتطوره ونموه.
وتفسر عملية الروابط وإعادة الروابط تلك مفهوم التكامل، فتقديم تجارب لأطفالنا لعمل روابط بين أجزاء المخ المختلفة يساعد المخ في التكامل بين تلك الأجزاء وعملهم معًا بشكل منظم ومتوافق.

التوازن
دعونا نتخيل أننا نسير في نهر هادئ، يعبر هذا النهر عن توازننا وسلامتنا، فنشعر بعلاقة جيدة مع كل العالم ونفهم أنفسنا والآخرين ونكون مرنين وثابتين. وعلى ضفاف النهر، هناك ضفة الفوضى وضفة الشدة والقسوى، تتلخص فكرة الكتاب في الحفاظ على توازننا داخل النهر حتى لا ننجرف نحو ضفة الفوضى وطغيان المشاعر على التفكير المنطقي السليم ولا ضفة القسوة والشدة فيطغى التفكير المنطقي على المشاعر، ويساعدنا هذا الكتاب في أن نحافظ على أطفالنا في وسط النهر الهادئ بتوازنه دون انحراف لتلك الضفة أو هذه.

هناك 3 تعليقات:

  1. ما شاء الله خطوة رااائعة منك ترجمة الكتاب معلومات اكثر من راائعة وترجمة شيقة ومتقنة .. استمري

    ردحذف
  2. نهى سلام عليكم ..كنت محتاجة اتواصل معاكى لشغل ..اسمى هبه مهدى و دة موقعى www.ninjamamy.com و عندى فكرة ممكن نتعاون فيها مع بعض
    ممكن تبعتى لى على hebamahdy@ninjamamy.com

    ردحذف